هل هناك وقت فراغ مع ذكر الله

مع ذكر الله .. لاوقت للفراغ

يشكو الكثيرون من كثرة ما لديهم من أوقات، لا يعرفون فيما يقضونها، وكأنهم لم يسمعوا بأنه ليس مع ذكر الله وقت للفراغ، فالمسلم كل وقته مشغول،
ولنا فى الصحابة (رضوان الله عليهم) أسوة حسنة، فهذا معاذ بن جبل يقول: "إنى أحسب قومتى ونومتى لله"، ويقول الله سبحانه وتعالى {وإذا فرغت فانصب}، أى إذا فرغت من ذكر فادخل فى ذكر، وإذا قضيت عملاً
ولكن، وكما يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ" (رواه البخارى).
إن ذكر الله نعمة كبرى، ومنحة عظمى، به يستجلب المرء لنفسه النعم، ويستدفع عنها النقم، وهو قوت القلوب، وقرة العيون، وسرور النفوس، وروح الحياة، وحياة الأرواح، ولذا فما أشد حاجة من يشكو الفراغ، وأولى به السعى له والحرص والمحافظة عليه، فلا يستغنى عنه المسلم بحال من الأحوال.
فمن أخلاق المسلم والمؤمن ذكر الله، والذكر عند المسلمين هو حياة القلوب، وبدونه يكون الجسد قبرًا للقلب، والنبى (صلى الله عليه وسلم) يبين لنا ذلك، فيقول: "مثل الذى يذكر الله والذى لا يذكر كمثل الحى والميت".
والهدف من العبادات فى الإسلام هو ذكر الله، فقال ربنا جل شأنه: {اتل ما أوحى إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون}.
ومعنى ذكر الله أكبر، أى أنه هو الهدف الأساس من العبادة.
كما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "بادروا إلى رياض الجنة، فقالوا: وما رياض الجنة? قال: حلق الذكر"، فحلق الذكر من رياض الجنة فى الدنيا، فمن يمكنه أن يقول: إنه يشعر بالفراغ وأمامه الريا
وقد علَّمنا الرسول (صلى الله عليه وسلم) ذكرًا لكل وقت، فالمسلم دائمًا ذاكر، فعند الخروج من منزله، هناك دعاء الخروج، وإذا دخل فهناك ذكر للدخول، وهكذا النوم والطعام والشراب، فكل حياة المسلم ذكر لله.
أى أن المسلم كلما شعر بما يسمونه الفراغ يمكنه أن يتاجر مع الله، وهى تجارة رابحة لا محالة، وبذلك يكون لا فراغ.
ومن رحمة الله وفضله على أهل الإسلام أن ثواب وجزاء ذكره ليس فى الآخرة فقط، إنما فى الدنيا أيضًا، ومن فوائد الذكر فى الدنيا أن الله يبارك فى كل عمل كان فيه ذكر له، ويدفع عن صاحبه الشيطان، ويذهب الهم والحزن، ويحمى من الأمراض النفسية .

ماشاء الله لاقوة الا بالله