ظاهرة الخجل عند الاطفال

ظاهرة الخجل عند الاطفال
-----------------------------------------

الأطفال الخجولون غالبا ما ،يتجنبون الآخرين وبخاصة مجتمع الكبار ،وهم عادة جبناء ويخافون بسهولة ،أما في المواقف الاجتماعية فهم لا يأخذون زمام المبادرة في أي شيء، وهم صامتون أو يتحدثون بصوت خافت، متجنبين الاتصال البصري مع الآخرين.وإذا نظرنا لهم في المدرسة وفي الصف بالتحديد فهم نادرا ما يكونون مشاغبين أو مثيرين للمتاعب ،فهم بذا يعانون من مشكلة الخجل دون أن تتم ملاحظتهم ،وهناك قطاع كبير من الراشدين يعززون هذا السلوك باعتباره سلوك جيد ومؤدب.
إن هؤلاء الأطفال اقل ميلا للتحدث والانسجام مع غيرهم ولو راقبنا طريقة اللعب للطفل نجد أن بعضهم ينسجم في النشاطات الفردية . الطفل الخجول يعرف بأنه حساس حتى من نفسه،وضعيف الاتصال ولا يستطيع تقديم نفسه بشكل جيد أي لا توجد لديه القدرة على الاتصال مع الآخرين ويحب الابتعاد عن المواقف الاجتماعية مع شعور بالنقص محملا نفسه اعتقادا بان الآخرين يفكرون به بشكل سيء، وأنه إذا اتصل اجتماعيا مع الآخرين فسوف ينتهي به الامر إلى خبرات مؤلمة. و يصاحب هذا السلوك الارتباك وعدم القدرة على التعبير (محدودية اللغة) ونرى الكثير من الأطفال لا يشاركون في المدرسة والمجتمع المحلي لكنهم يتصرفون بشكل مناسب في البيت،لكن هناك أطفال خجولين في البيت أيضا
أسباب الخجل :
----------------
-الحماية الزائدة من الوالدين: إن الطفل الذي يتمتع بوالدين يسعون إلى جعله اعتمادي من خلال التربية الخاطئة يصبح خلالها الطفل أكثر هدوءا وسلبية، إضافة إلى الفرص القليلة المتاحة له للتعبير عن ذاته والانطلاق مع الأقران،وبالتالي فهو طفل غير خبير ولا يعرف مهارات كثيرة قد تعلمها وأتقنها أقرانه مما يؤدي إلى الابتعاد عن الزملاء من نفس السن ،لأنه لا يستطيع الأخذ والعطاء أو التفاوض في علاقاته مع الآخرين
- النقد: إن الآباء الذين يكررون النقد لتصرفات الأبناء ينشؤون أطفالا مترددين وخجولين ونتيجة لهذا النقد الزائد غالبا ما يكون هناك طفلا خائفا وخجولا.
- السخرية: الأطفال الذين يتعرضون للسخرية من قبل الراشدين من الوالدين أو الأخوة ...الخ يتجنبون الاتصال الاجتماعي بذلك يتجنبون سخرية الراشدين مما يعكس لنا حساسيتهم العالية وخوفهم من أن يكونوا موضعا للحكم أو النبذ أو الإحراج.
-المزاج أو الإعاقة الجسمية: يبدو أن قضية الخجل تصاحب الأطفال منذ الولادة "خجل تكويني أو وراثي" الدليل على ذلك أن بعض الأطفال أميل للضوضاء والانطلاق وآخرون أميل للهدوء. وقد يستمر هذا النمط مع الأطفال لآخر حياتهم،أما الإعاقة الجسمية فهي كفيلة بان تجعل من الطفل أكثر حساسية لأنه مختلف عن الأطفال في المدرسة والحي والبيت أيضا،و بالتالي فهم سيتجنبون الآخرين.
- نموذج الوالدين : الأبوان الخجولان يتجنبان أطفالا خجولين فهم مزيج من وراثة وبيئة تجعل الطفل مهيئا لان يكون صاحب نمط يقوم على الخجل مقلدين بذلك الوالدين.
وللتعامل مع هؤلاء الأطفال بخطوات علاجية يجب أن نكافيء أي مهارات اجتماعية جديدة يفعلها الطفل مستخدمين مثلا نظام النقاط(المكافآت) حيث يجب أن يستمر للسلوك الأكثر صعوبة ،فإذا اقترب الطفل من زميله في الشارع أو المدرسة يأخذ نقاطا لكن ليست بالقدر الذي يفتح فيه باب البيت ويستقبل الضيوف،والتدريب على هذا السلوك الذي قد يبدو سهلا لدينا يتطلب الآتي:
إعطاء المعلومات ،وتشجيع الجرأة وتعزيزها حيث أننا نعلم الطفل التعبير عن ذاته وكسر حاجز الخوف ، ومن الأهمية تعليم الطفل أن يقول"لا" حينما لا يكون راغبا في العمل .ايضا إشراك الطفل في مجموعات لعب موجهه مع أطفال اصغر واقل خجلا تكون الخطوة الأولى للاتصال مع الرفاق،ويجب أن يتحدث الوالد أو المرشد مع الطفل حديثا ايجابيا عن الذات ،ويدربه على التفكير الايجابي، وتجريب السلوك الجديد.
والعلاج الاساسى فى حاللات الخجل هو تعويدهم بالاجتماع بالناس سواء جلب الاصدقاء فى المنزل أو زيارة الوالدين للأقارب مع اصطحاب ابنهم الخجول
ويجب عدم إلصاق صفة الخجل بالطفل فى المنزل أو أمام الناس ولا تسمحى لأحد بأن يصفة بأى صفة غير محبوبة
كخجول أو جبان أو خواف .....الخ
وإليكم بعض الامثلة التاريخية والاحاديث النبويه التى تعطينا القدوة الصالحة فى تربية اولادنا على الجرأءه والشجاعة
-------------------------------------------------------------------------------
--روى البخارى عن عبد الله ابن عمر رضى الله عنهما --وكان دون الحلم --أن رسول الله صلى الله علية وسلم قال
((إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها ، وأنها مثل المسلم ، فحدثونى ما هى ؟ فوقع الناس فى شجر البوادى ، قال عبد الله : ووقع فى نفسى أنها النخله ، فاستحييت ثم قالو قل لنا ماهى يا رسول الله ؟ قال النخله)) فأراد ابن عمر ان يقول هى انخله ولكنة استحى لأنة أصغر القوم
وفى روايه (ورأيت عمر و أبا بكر لا يتكلمان فكرهت أن أتكلم فلما قمنا حدثت أبى بما وقع فى نفسى فقال :لأن تكون قلتها لكان أحب إلىّ من حمر النعم (أى من قطيع من الإبل)
--مَر أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب يوما ً فى طريق من طرق المدينة ، وأطفال هناك يلعبون ، وفيهم عبد الله ابن الزبير وهو طفل يلعب ، فهرب الاطفال هيبة ً من عمر ، ووقف ابن الزبير ساكتا ً لم يهرب ، فلما وصل إلية عمر قال له ، لِمَ لمْ تهرب مع الصبيان ؟
فقال على الفور : لست جانيا ً فأفِر منك ، وليس فى الطريق ضِِِِِِِيق فأوسِع لك
إنة جواب سديد وجرىء وبمنتهى الادب
--ورأى عمر ابن عبد العزيز رضى الله عنة ولدا ً له فى يوم عيد وعلية ثوب خَلَق -أى قديم - فدمعت عيناه فرآه ولده وقال له ما يبكيك يا أمير المؤمنين
قال : يا بنى أخشى أن ينكسر قلبك إذا رآك الصبيان بهذا الثوب
قال: يا أمير المؤمنين ، إنما ينكسر قلب مَن أعدمة الله رضاه ، أو عق أمة وأباه ، وإنى لأرجو أن يكون الله تعالى راضيا ً عنى برضالك
ومازلنا فى القصص التاريخية الجميله

نعودمرة اخرى للقصص التاريخية التى توضح لنا إلى أى مدى كان السلف الصالح والعرب حريصين على تربية اولادهم على الشجاعة والإقدام والجرأة
------------------------------------------------------
---فى أول الخلافة لعمر ابن عبد العزيز دخل وفود من المهنئين من كل جهة ، فتقدم ضمن وفد الحجازيين غلام صغير لم تبلغ سنة احدى عشر سنة
فقال لة عمر :إرجع أنت وليتقدم للكلام من هو أكبر منك سنا ً
فقال الغلام بأدب شديد ، أيد الله أمير المؤمنين ، المرء بأصغرية قلبة ولسانة ، فإذا منح الله العبد لسانا ً لافظا ً وقلبا ً حافظا ً ، فقد استحق الكلام ولو كان الامر يا أمير المؤمنين بالسن لكان فى الامه مَن هو أحق منك بمجلسك هذا.
فتعجب عمر رضى الله عنة من كلامة وأنشد يقول
تعلم فليس المرء يولد عالما.........وليس ذو علم كمن كان جاهلا
وان كبير القوم لا علم عندة.......صغير، إذا التفت علية المحافلا
------------------------------------------------
---ومما تناقلتة كتب الادب أن صبيا تكلم بين يدى الخليفة المأمون فأحسن الجواب فسألة الخليفة ابن مَن أنت فقال لة ابن الادب يا أمير المؤمنين
فقال المأمون نعم النسب ثم قال:
كن ابن مَن شئت واكتسب أدبا ......يغنيك محمودة عن النسب
إن الفتى مَن يقول ها أنا ذا........وليس الفتى مَن يقول كان أبى
-------------------------------------------------
--قحطت البادية فى أيام هشام ابن عبد الملك، فقدمت علية العرب فهابوا أن يتكلموا وكان فيهم (ورداس ابن حبيب)
وهو آن ذاك صبى فوقعت علية عين هشام ، فقال لحاجبية: ما يشاء أحد يدخل عليا حتى دخل الصبيان ؟
فقال الصبى :يا أمير المؤمنين أصابتنا ثلاث سنوات ، سنة أذابت الشحم ، وسنة أكلت اللحم، وسنة نقت العظم ( أى اخرجت مخة ) وفى أيديكم فضول أموال ، فإن كانت لله ففرقوها على عبادة وإن كانت لهم فلماذا تحبسوها عنهم ؟
وإن كانت لكم فتصدقوا بها عليهم ، فإن الله يجزى المتصدقين ولا يضيع اجر المحسنين .
فقال هشام : ما ترك لناهذا الغلام فى واحدة من الثلاث عذرا . فأمر للبوادى بمائة دينار وأمر للغلام بمائة الف درهم . فقال الصبى ارددها يا أمير المؤمنين إلى هبة البوادى فإنى أخاف أن تعجز عن بلوغ كفايتهم
فقال هشام أما لك حاجة ؟
فقال الصبى مالى حاجة خاصة فى عامة المسلمين
وخرج الصبى وهو من أنبل القوم وأكرمهم
-------------------------------------
فكيف يكون ابناءنا مثل هؤلاء
نعودهم علىالجرأءة بأدب واحترام للكبير
نأخذهم لزيارة الاصدقاء والمجالس العامة ثم تشجيعهم على التحدث أمام الكبار
نستشير أولادنا فى أمورعامة حتى يتحررو من الرهبة والخوف