منتديات الهوانم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فعلا إنها نعمة النعم

اذهب الى الأسفل

فعلا  إنها  نعمة  النعم Empty فعلا إنها نعمة النعم

مُساهمة من طرف الهانم الأربعاء يوليو 28, 2010 5:55 pm

نعمة النعم
إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده».. قول نبوي يفيض بلاغة وإعجازًا، ويستحث العقل والقلب؛ ليتبحرا في
دلالاته وظلاله وإيحاءاته المعجزة.
قول فهمناه على وجه واحد فقط، هو نعمة المال، ولم نخرج منه إلا بمعناه المباشر الصريح،
وهو أن الله يجب أن يرى عبده ـ إذا منحه مالاً -
متنعمًا بهذا المال، موسعًا على نفسه وعلى من يعول.
ينطق مظهره بأثر هذه النعمة، وكأن المال هو - وحده - النعمة التي يظهر أثرها المباشر على صاحبها!
وقفنا عند هذا المعنى.. وكأن العقل ليس نعمة يحب الله أن يرى أثرها على عبده، رشدًا في الفكر،
وصوابًا في الرأي، وبلاغة في القول، وحكمة في التصرف، وتأملاً في كون الله يقوي الإيمان ويشحذ الروح،

وكأن الصحة أيضًا ليست نعمة يحب الله أن يرى أثرها على عبده، زكاة عن العافية،
ومشيًا في حوائج الناس، وقوة على الطاعات، وإتقانًا للعمل.
منتهى الظلم لهذا القول النبوي الكريم ألا نسبح في بلاغاته،

وكأن الوقت ليس نعمة يجب أن يُريَ العبدُ ربَّه أثرهَا، أداءً للواجبات،
وإعانة للآخرين على أداء واجباتهم، وبكورًا يستدر البركة،
وحشدًا لليوم بما يرضي الله من عبادات فردية، ونفع للغير، وتعاونًا مع من ضاقت أوقاتهم عن مهامهم.


ولكن، أليس القلب السليم نعمة أيضًا يحب الله أن يرى أثرها على من أوتيها من عباده..
بشاشة في الوجه، وطيبًا في المعشر، وحسنًا في القول، وتسامحًا مع المسيء،
وإحسانًا إلى المحسن، ودعاءً بظهر الغيب لكل مسلم، ونومًا هنيئًا لا تكدره ضغينة صدر، وحبًا يفيض على الناس عطاءً بلا من؟!

أليس البصر نعمة؟! ما أروع أن يرى الله أثرها على عبده..
غضًا للبصر عن المحرمات، ونظرة حب إلى الزوجة، ورسائل بر للأبوين تنطق بها عينان تفيضان امتنانًا وعرفانًا،
وسياط لوم موجعة من العيون أيضًا لمن يجترئون على حدود الله، وإمعانًا في كتاب الله تلاوة وفهمًا.

نعم.. كلها منن ونعم لا قِبل لنا بإحصائها - إن حاولنا - فكيف نختزلها كلها في المال وحده؟! كيف ننسى أعظم النعم وأحقها بحمد الله عليها، كيف ننسى نعمة «الإسلام»، التي تحتضن تحت جناحيها الوارفين كل النعم التي يرفل البشر فيها منذ بدء الخلق وإلى قيام الساعة؟!
حسبنا تلك النعمة الغالية، ولعلنا نستطيع أن نُري الله أثرها علينا.. حركة في كونه الفسيح للإسلام وبالإسلام.
حسبنا الإسلام «نعمة النعم»، ونسأل الله أن يمنحنا
القدرة على أن نريه تعالى أثرها علينا في الدنيا، ثم
في الفردوس الأعلى من الجنة برحمته وعفوه، ثم بـ
«لا إله إلا الله».. تنطق بها كل حركتنا في الحياة.

الهانم
الهانم
مديرة الموقع
مديرة الموقع

عدد المساهمات : 2432
نقاط : 8233
تاريخ التسجيل : 26/07/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى